توحي الاجواء الشمالية ان ​مدينة طرابلس​ تستعد لخوض اشرس المعارك الانتخابية نتيجة الاصطفافات السياسية، وعملية شد الحبال بين قوى تقليدية وأخرى مستجدة على الساحة الطرابلسية.

قبل اعتماد ​قانون انتخاب​ على اساس النسبية، كان هناك احتمال قيام تحالفات سياسية، لكن مع القانون الجديد أكّدت معظم الاوساط المتابعة أن لا مصلحة لأي سياسي في التحالف مع أحد والاحتمال الاكبر ان يشكل كل فريق او تيار سياسي لائحته.

ورغم ان موعد الاستحقاق الانتخابي في ايار العام من العام المقبل، الا ان الاجواء في طرابلس توحي ان المعركة قاب قوسين او ادنى نتيجة الصراع السياسي المناطقي، وما يحصل في منطقة القبة بطرابلس عيّنة صغيرة من الاجواء العامة.

في هذا السياق علمت "النشرة" أن منطقة القبة تشهد حالة غليان بين انصار الوزير السابق ​فيصل كرامي​ وانصار تيار "المستقبل"، خصوصًا بعد انتقال مجموعة شبان كانوا محسوبين على تيار "كرامي" ليصبحوا من مؤيدي تيار "المستقبل"، وتشير مصادر خاصة أن هناك تحضيرات جارية لاقامة مهرجان شعبي ضخم في منطقة القبة بعد ايام بحضور ورعاية امين عام تيار "المستقبل" احمد الحريري.

وكشفت المصادر الطرابلسية عن استياء كبير في اوساط "كرامي" من حركة ​أحمد الحريري​، الذي يسعى بعد تراجع شعبية تياره في طرابلس لمصلحة تياري رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ والوزير السابق اللواء ​أشرف ريفي​ الى استقطاب مجموعات محسوبة على كرامي، الامر الذي اعتبرته اوساط الوزير السابق فشلا لـ"المستقبل" في استعادة شعبيته كالسابق، رغم الوعود التي اطلقها والتي لم تعط اي نتيجة.

وتضيف المصادر: "ان ما حصل منذ فترة هو تمدد التيار الازرق في الاحياء الشعبية على حساب تيار كرامي بعد فشله في استرجاع شعبيته، التي باتت من حصة تياري ميقاتي وريفي، ولكن هذا التمدد يبدو انه لن يمر على خير"، حيث اوضحت المصادر ان عملية استفزاز تجري من قبل المستقبليين الجدد الذين بدأوا بازالة صور فيصل كرامي ورفع صور رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ واحمد الحريري مكانها، الامر الذي اعتبره البعض انه يزيد من حالة التوتر في المنطقة، كما اعتبرت مصادر اخرى ان التيار الازرق استغل الازمة المالية التي يمر بها تيار كرامي، مشيرة الى ان المهرجان الذي سيقام في الايام المقبلة في ساحة القبة ليس سوى رسائل الى كل الخصوم بان شعبية الحريري عادت كما كانت، لكن ما لا يعرفه التيار الازرق تقول المصادر، انه في الشكل يعتبر انتصارا له في عودته الى طرابلس من خلال مهرجان شعبي، لكن في المضمون لا تشكل هذه الخطوة أي تقدم طالما ان ميقاتي يحتل المرتبة الاولى وريفي المرتبة الثانية حسب كل الاستفتاءات الشعبية، التي، اكدت ان ​تيار المستقبل​ ما يزال في المرتبة الثالثة، وان سحب محازبين من تيار كرامي لن يغير في الواقع شيئا طالما ان فيصل كرامي حليف ثابت لميقاتي.

وتلفت المصادر النظر الى أن "ما يقلق المتابعين، هو حالة الغليان التي تسود صفوف تيار فيصل كرامي"، وعبّرت عن وجود مخاوف من ان تفلت الامور وتصل الى طريق مسدود في تهدئة النفوس، خصوصا مع الشعور لدى الكراميين ان هذا المهرجان ليس سوى رسائل سياسية توجه لهم من خلال الاحياء والحارات التي كانت قبل فترة محسوبة عليهم، عدا عما تركه تمزيق صور فيصل كرامي وتعليق صور الحريري مكانها من حالة غليان بين اهل المنطقة الواحدة.

لن يغير المهرجان الشعبي من واقع تيار "المستقبل" في منطقة طرابلس، خصوصا بظل ثبات كرامي في كثير من احياء المدينة، اضافة الى تحالفاته الراسخة التي تعطي له القوة المطلوبة في اي انتخابات مقبلة.